كشف الدكتور حسام بدراوى الأمين العام السابق للحزب "الوطنى"، عن مواجهة
جرت بينه وبين الرئيس السابق مبارك، قائلاً للرئيس مبارك إننى أرى سيناريو
مصير شاو سيسكو ديكتاتور رومانيا فى المظاهرات المندلعة فى الشارع المصرى
فرد عليه "مبارك"، قائلاً: يعنى هموت، أنا مستعد أموت علشان بلدى فقال له
بدراوى: يجب أن تفعل الصح علشان البلد.
ونفى بدراوى فى حواره ببرنامج "أنت وضميرك" الذى يقدمه الكاتب الصحفى مجدى
الجلاد على قناة دريم 2، أنه وجد عجرفة فى حديثه إلى سوزان مبارك يوم أن
اتصل يوم 29 يناير بها، قائلاً: حاولت الوصول هاتفيا يوم 29 يناير أى بعد
جمعة الغضب بيوم للرئيس السابق مبارك، فلم يجده فحاول التوصل إلى جمال فلم
يتوصل إليه أيضا فطلبت الحديث إلى سوزان مبارك كى تبلغ رسالة لمبارك
مفادها يجب أن يتم تغيير دائرة مستشاريه، وألا يضع القوات المسلحة فى
مواجهة مع الشعب، لأن الجيش سيظل حامياً للشعب، مضيفًا أنه وجد رد سوزان
مبارك أن هذا الطرح أمام أعيننا ولم ترد بـ"عجرفة" كما يُقال.
وأشار القيادى السابق بالحزب "الوطنى" المُنحل، إلى أنه لم ير أحمد عز فى
الاجتماعات التى كانت تُقام أثناء الثورة مع الرئيس السابق، بل كان يرى
بشكل دائم زكريا عزمى وجمال مبارك وصفوت الشريف وأحياناً أنس الفقى ولم ير
سوزان مبارك فى تلك الاجتماعات، لافتاً إلى أنه لا يعلم ماذا يقولون فى
اجتماعاتهم.
وأكد بدراوى على أنه تعرض للطرد من القصر الرئاسى قبل يومين من تنحى
الرئيس حسنى مبارك عن السلطة، بعد أن "أقنعه بضرورة التنحى" ووجد بدراوى
اقتناع مبارك بفكرة التنحى وطلب منه أن يجهز له بيان التنحى فوجد طرده من
قِبل أحد الأفراد التابعين لزكريا عزمى، مضيفاً أنه ترك ورقة لنائب رئيس
الجمهورية عمر سليمان السابق يوضح له ما تعرض له.
وتابع بداوى أنه فوجئ باتصال جمال مبارك، ليطلب منه العودة لمقابلة مبارك
فرد عليه بدراوى: "لقد تم طردى من الرئاسة"، فتحدث إليه زكريا عزمى وطلب
منه العودة للرئاسة.
وأضاف بدراوى، أنه ذهب للرئاسة بعد أن قال له جمال مبارك، إن الرئيس
السابق محتاجلك ضرورى، قائلاً: لقد دار فى ذهنى أن أذهب كى يكون لى دور
أعظم وتأثير إيجابى أمام تأثيرات سلبية أخرى محيطة بمبارك، لافتا إلى أنه
عندما دخل على مبارك وجد نائب الرئيس السابق وجمال مبارك.
وقال مبارك له أنه سيظهر وسيقول بيان فطلبت منه أن يعلن أمام الناس، أنه
سيسلم السلطة مطلقا والدعوة لانتخابات مبكرة، مشيراً إلى أنه وجد تيار قوى
وكبير يؤكدون لمبارك على أن الأزمة سيتم احتوائها وطلبوا منه عدم الظهور
وإلقاء بيان التنحى.
وأوضح بدرواى، أنه وجد اتصالا من شباب منتمين للثوار يعرضون عليه مطالب
الثورة فالتقى بهم فوجد توافقاً كبيراً بين مطالب الشباب ورؤيته التى كان
يحاول توصيلها للرئيس مبارك، ومن ضمن تلك المطالب تحويل المتهمين فى قتل
المتظاهرين للمحاكمة وأن يسلم السلطة للشعب المصرى وأن يخرج مبارك فى
التليفزيون ويوضح للشعب المصرى أن الشباب الذين خرجوا فى التظاهرات ليسوا
حرمية أو بلطجية.
واستطرد بدراوى قائلاً: حاولت توصيل مطالب الشباب للرئيس مبارك وكلمته:
وقلت له: لقد قلت لى أنك ستظهر وتلقى بيانا تؤكد فيه أنك ستتنحى عن الحكم
فلماذا لم تظهر، مؤكدا على أن مبارك كان يشعر بـ "الخنقة من إلحاحى كى
يقول بيان التنحى"، مضيفاً أنه أوضح لمبارك أنه قابل مجموعة من الثوار
وبينت له أنهم شباب محترم وعندهم مطالب مشروعه، فقال لى مبارك "مفيش وقت"
فقلت له يجب أن تخرج وتقول خطاب يكون قلبه الإعلان عن التنحى.
واختتم بدراوى حديثه بأن كل الشواهد كانت تقول إن جمال مبارك يتم تجهزه كى
يكون رئيسا، مؤكدا على أنه لم يحدث معه حديث مباشر بشان موضوع التوريث،
لافتاً إلى نفى مبارك له الذى قال لبدراوى: "عمرى ما أجهزه للسلطة" فى
إشارة منه لجمال.