عبرت الكنائس المصرية ومثقفون ومفكرون أقباط عن تفاؤلهم ببدء محاكمة
الرئيس السابق حسنى مبارك ورجاله بشكل علنى لتكون بداية لفترة جديدة فى
تاريخ مصر لبناء الدولة الحديثة لسيادة القانون وتحقيق العدالة والمواطنة
دون تمييز بين المصريين.
وأضافوا أن المحاكمات سوف تكون بادرة لعودة الهدوء للشارع ولمشاعر أسر الشهداء لمشاهدتهم بدء مرحلة تطبيق العدل والقانون.
وقال الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى إن تقديم الرئيس السابق للمحاكمة ووضعه
داخل قفص الاتهام وحضوره على سرير كمريض هو تحقيق لسيادة الشعب وتأكيد
للديمقراطية، وتمنى الأنبا كيرلس أن تطبق العدالة بما يتوافق مع القانون
المصرى.
من جانبه، قال الأنبا يوحنا قلته، النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك، إن
مصر ولدت من جديد لسيادة القانون والمواطنة وتأكيد أن الظلم لا يدوم ولكل
ظالم نهاية ولا يضع حق وراءه مطالب.
وأضاف أنه لا أحد يشك أن وجود مبارك على سريره شكل من أشكال التمثيلية
والمسرحية لكسب تعاطف الناس وربما هذا يحدث بالفعل ولكن مع الوقت سوف
يتذكر الناس فقط القانون.
وعلى نفس السياق، قال الدكتور القس اندريه زكى، نائب رئيس الطائفة
الإنجيلية" إنه موقف حضارى لمصر أن تكون المحاكمة عاجلة وعلنية أمام الشعب
وهو مبدأ لتطبيق القانون دون النظر لمركز هؤلاء الأشخاص، وهذا سيشكل
مستقبل مصر لبناء الدولة المصرية الحديثة التى نطمح إليها جميعًا ويحقق
رغبات المصريين فى إنهاء فترة من القمع إلى الحرية والديمقراطية، ويكون
رسالة شديدة اللهجة لأى مسئول مصرى يتحمل مسئولية الشعب أن يضع فى اعتباره
أن المصريين لن يصمتوا بعد اليوم.
وأضاف أنه لا شك أن الجانب الإنسانى فى وجود مبارك على سريره كمريض ربما
يشعر به الكثير وربما يكسبه تعاطف البسطاء، ولكن فى جميع الأحوال فالمحكمة
لا تنظر للعواطف والمشاعر، وإنما تنظر إلى الأدلة والقانون، مشيرا إلى أن
الشعب المصرى بطبعه عاطفى، ولكن العدالة ستؤدى لإرضاء جميع المصريين.
وعلى الصعيد نفسه، قال سمير مرقص، الباحث فى شئون المواطنة أنه لا يجب أن
نخوض فى تفاصيل المحاكمة سواء وضع الرئيس خلف القضبان بسريره، ولكن يجب
النظر بشكل عام أن المحاكمة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، وأصبح لمصر حاكم
يسقط بإرادة الشعب دون أن يغتال أو يسقط بمحاصرة جيوش أجنبية ولكن بكلمة
شعبية يتحول تاريخ مصر بل تاريخ المنطقة العربية، الذى يحاكم فيها رئيس
جمهورية ونجلاه، وهذا مبدأ المواطنة، وهو سيد قراره الذى يعطى الحق
للمواطن فى الحصول على حقه بعدالة ودون تمييز.
وأكد القس بطر فلتاؤوس، رئيس الطائفة المعمدانية، أنه يرى مصر تخطو نحو
طريق العدالة والديمقراطية، وينتظر الحكم الذى يريح أسر شهداء المصريين
ويحقق العدل.
وعبر القس فلوباتير جميل، أحد أعضاء اتحاد شباب ماسبيرو وكاهن كنيسة
العذراء بفيصل عن أمله، أن تكون هذه المحاكمات غير المسبوقة بداية التغيير
لمصر مشيرا إلى أن هذه المحاكمات تؤكد أن المجلس العسكرى بدأ فى تنفيذ
وعوده بتقدم المتهمين للعدالة،وأنه من الجيد وضع الرئيس السابق مع رجاله
ولاسيما حبيب العادلى لمعرفة الحقائق فى حقيقة الجرائم التى وقعت التى سوف
تكشف عنها المواجهة لتطبيق القانون.
وأضاف أن حبيب العادلى، اليوم يحاكم على سفك دماء المصريين جميعًا ومنها
أحداث تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية التى يتورط فيها ولم يأخذ
المسئولين بمطالب الأقباط بالتحقيق فى القضية، وكنا نتمنى ضم قضية تفجيرات
كنيسة القديسين، اليومن لحبيب العادلى لأنها جميعا دماء مصريين سواء التى
سالت فى الإسكندرية أو فى أحداث الثورة.
وقال جوزيف ملاك، محامى أسر شهداء كنيسة تفجيرات كنيسة القديسين
بالإسكندرية، إن ما يحدث الآن من محاكمة مبارك هو مشهد طال انتظاره وجميع
أسر الشهداء بالإسكندرية تتبع باهتمام محاكماتهم وأمام عيونهم دماء شهداء
الكنيسة.
وأضاف ملاك أنهم فى انتظار لاستجابة السلطات المصرية لفتح التحقيق فى
كنيسة القديسين والمتهم فيها الأول حبيب العادلى حتى تكتمل العدالة فى
التحقيق فى كافة جرائم النظام السابق.