تمكنت القوات المسلحة من السيطرة على الوضع بقسم الأزبكية، بعدما فشلت
محاولات ضباط قسم الشرطة فى تهدئة أهالى السائق، الذى ترددت شائعات بأنه
توفى بميدان رمسيس على يد بعض المواطنين، لمعاقبته على اعتدائه على مأمور
القسم بالضرب، بينما أشارت رواية أخرى أن ضباط القسم هم الذين قاموا
بتعذيب السائق حتى توفى.
تم فرض كردون أمنى حول القسم، بمساعدة سكان المنطقة، الذين تضامنوا مع
الشرطة والجيش فى الدفاع عن القسم ضد من حاولوا اقتحامه، كما تم إغلاق
كافة الشوارع المؤدية إلى شارع الجلاء الكائن به قسم الأزبكية، مما أدى
إلى حدوث شلل مرورى بالمنطقة، وقام رجال المرور بتحويل مسارات بعض الشوارع.
كان المتجمهرون قد حاولوا اقتحام مبنى القسم، مستخدمين الأسلحة النارية
والبيضاء وزجاجات المولوتوف، إلا أن رجال الشرطة تصدوا لهم، وأطلقوا عليهم
القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، ووقعت بعض الاشتباكات بين الطرفين،
أسفرت عن احتراق سيارة أمن مركزى، ووقوع بعض الإصابات نتيجة التراشق
بالحجارة.
كان مصدر أمنى بوزارة الداخلية قد صرح بأنه أثناء قيام مأمور قسم شرطة
الأزبكية وعدد من ضباط وأفراد القسم بتنظيم حركة المرور بمنطقة شارع
الجلاء مساء الخميس، تلاحظ توقف سيارة أتوبيس رقم "ق.أ.ج.3471" مصر، فى
الطريق، متسببة فى تعطل الحركة المرورية، وهو الأمر الذى دفع المأمور
للتوجه لقائدها، الذى كان يقوم بتحميل الركاب من وسط الطريق، لحثه على
الوقوف بأماكن الانتظار الصحيحة.
وأثناء قيام مأمور القسم بالتنبيه على قائد السيارة الالتزام بقواعد
المرور، فوجئ بالسائق يتعدى عليه بالسب وعندما طالبه بإظهار التراخيص رفض
واعتدى عليه بالضرب، وهو الأمر الذى أثار حفيظة المواطنين، وأسرعوا بمنع
قائد السيارة من الهرب وأمسكوا به وقاموا بإخراجه بالقوة من السيارة
والاعتداء عليه بالضرب.
بفحص السائق، تبين أنه يدعى "محمد. م. س" سائق ومقيم بالقليوبية، وسبق
اتهامه فى 8 قضايا، وتسبب تعدى المواطنين عليه بإصابته بسحجات وكدمات
متفرقة بالجسم، وأثناء اصطحاب المتهم لعرضه على النيابة شعر بحالة إعياء
فتم نقله إلى مستشفى الدمرداش، وتوفى أثناء إسعافه بالمستشفى.
وهو ما دفع أسرته للتوجه إلى مبنى القسم والتجمهر متهمين رجال القسم أنهم تسببوا فى قتله.